فصل: تفسير الآيات (103- 108):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (101):

{الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101)}
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعاً} قال: كانوا عمياً عن الحق فلا يبصرونه، صماً عنه فلا يسمعونه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {لا يستطيعون سمعاً} قال: لا يعقلون سمعاً. والله أعلم.

.تفسير الآية رقم (102):

{أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102)}
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء} قال: ظن كفرة بني آدم أن يتخذوا الملائكة من دونه أولياء.
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر، عن علي بن أبي طالب أنه قرأ {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء} قال أبو عبيد: بجزم السين وضم الباء.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة، أنه قرأ {أفحسب الذين كفروا} يقول: أفحسبهم ذلك.

.تفسير الآيات (103- 108):

{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)}
أخرج عبد الرزاق والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه من طريق مصعب بن سعد، قال: سألت أبي {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً} أهم الحرورية؟ قال: لا، هم اليهود والنصارى. أما اليهود، فكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم. وأما النصارى، فكذبوا بالجنة وقالوا: لا طعام فيها ولا شراب. والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه. وكان سعد يسميهم الفاسقين.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه، عن مصعب قال: قلت لأبي {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً} الحرورية هم؟ قال: لا، ولكنهم أصحاب الصوامع، والحرورية قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي خميصة عبدالله بن قيس قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول في هذه الآية {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً} إنهم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في السواري.
وأخرج ابن مردويه عن أبي الطفيل قال: سمعت علي بن أبي طالب، وسأله ابن الكواء فقال: مَنْ {هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً}؟ قال: فجرة قريش.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق، عن علي أنه سئل عن هذه الآية {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً} قال: لا أظن إلا أن الخوارج منهم.
وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة».
وقال: «اقرأوا إن شئتم {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً}».
وأخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليؤتين يوم القيامة بالعظيم الطويل الأكول الشروب، فلا يزن عند الله تبارك تعالى جناح بعوضة، اقرؤوا إن شئتم {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً}».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن كعب قال: يمثل القرآن لمن كان يعمل به في الدنيا يوم القيامة كأحسن صورة رآها وجهاً أحسنه وأطيبه ريحاً، فيقوم بجنب صاحبه فكلما جاءه روع هدأ روعه وسكنه وبسط له أمله، فيقول له: جزاك الله خيراً من صاحب، فما أحسن صورتك... ! وأطيب ريحك! فيقول له: أما تعرفني؟ تعال فاركبني فطالما ركبتك في الدنيا، أنا عملك... إن عملك كان حسناً فترى صورتي حسنة، وكان طيباً فترى ريحي طيبة. فيحمله فيوافي به الرب تبارك وتعالى فيقول: يا رب، هذا فلان- وهو أعرف به منه- قد شغلته في أيام حياته في الدنيا، طالما اظمأت نهاره وأسهرت ليله فشفعني فيه.
فيوضع تاج الملك على رأسه ويكسى حلة الملك فيقول: يا رب، قد كنت أرغب له عن هذا وأرجو له منك أفضل من هذا. فيعطى الخلد بيمينه والنعمة بشماله، فيقول: يا رب، إن كل تاجر قد دخل على أهله من تجارته. فيشفع في أقاربه.
وإذا كان كافراً مثل له عمله في أقبح صورة رآها وأنتنه، فكلما جاءه روع زاده روعاً فيقول: قبحك الله من صاحب، فما أقبح صورتك وما أنتن ريحك... ! فيقول: من أنت؟ قال: أما تعرفني؟ أنا عملك، إن عملك كان قبيحاً فترى صورتي قبيحة، وكان منتناً فترى ريحي منتنة. فيقول: تعال حتى أركبك فطالما ركبتني في الدنيا. فيركبه فيوافي به الله فلا يقيم له وزناً.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد، عن عمير قال: يؤتى بالرجل العظيم الطويل يوم القيامة فيوضع في الميزان فلا يزن عند الله جناح بعوضة، ثم تلا {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً}.
وأخرج هناد عن كعب بن عجرة في قوله: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً} قال: يجاء بالرجل يوم القيامة فيوزن فلا يزن حبة حنطة، ثم يوزن فلا يزن شعيرة، ثم يوزن فلا يزن جناح بعوضة. ثم قرأ {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً} يقول: ليس لهم وزن.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سلوا الله الفردوس فإنها سرة الجنة، وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش».
وأخرج البخاري ومسلم وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة».
وأخرج أحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير والحاكم والبيهقي في البعث وابن مردويه، عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة مائة درجة، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة ومن فوقها يكون العرش ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس».
وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في البعث، عن معاذ بن جبل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الجنة مائة درجة، كل منها ما بين السماء والأرض، وأعلاها الفردوس وعليها يكون العرش، وهي أوسط شيء في الجنة ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبزار والطبراني، عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جنة الفردوس هي ربوة الجنة العليا التي هي أوسطها وأحسنها».
وأخرج البزار عن العرباض بن سارية: إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الفردوس أعلى درجة في الجنة، وفيها يكون عرش الرحمن ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة. وجنة عدن قصبة الجنة، وفيها مقصورة الرحمن ومنها يسمع أطيط العرش، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الفردوس مقصورة الرحمن، فيها خيار الأنهار والأثمار».
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: الفردوس بستان بالرومية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: الفردوس هو الكرم بالنبطية، وأصله فرداساً.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عبدالله بن الحارث، أن ابن عباس سأل كعباً عن الفردوس قال: هي جنات الأعناب بالسريانية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير: الفردوس، يعني الجنة. قال: والجنة بلسان الرومية، الفردوس.
وأخرج النجاد في جزء التزاحم، عن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض. والفردوس أعلى الجنة، فإذا سألتم الله عز وجل فسلوه الفردوس».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {لا يبغون عنها حولا} قال: متحوّلاً.

.تفسير الآية رقم (109):

{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي} يقول: علم ربي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} يقول: ينفد ماء البحر قبل أن ينفد كلام الله وحكمته.
وأخرج أحمد في الزهد عن أبي البختري قال: صحب سلمان رجل ليتعلم منه فانتهى إلى دجلة وهي تطفح، فقال له سلمان: أنزل فاشرب. فشرب، قال له: ازدد، فازداد. قال: كم نقصت منها؟ قال: ما عسى أن أنقص من هذه؟ قال سلمان: فكذلك العلم، تأخذ منه ولا تنقصه.

.تفسير الآية رقم (110):

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس في قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية. قال: نزلت في المشركين الذين عبدوا مع الله إلهاً غيره، وليست هذه في المؤمنين.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي الدنيا في الإخلاص، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن طاوس قال: قال رجل: يا نبي الله، إني أقف مواقف أبتغي وجه الله، وأحب أن يرى موطني. فلم يردّ عليه شيئاً حتى نزلت هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي موصولاً عن طاوس عن ابن عباس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كان من المسلمين من يقاتل وهو يحب أن يرى مكانه، فأنزل الله: {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية.
وأخرج ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وابن عساكر من طريق السدي الصغير، عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح فزاد في ذلك لمقالة الناس، فلامه الله فنزل في ذلك {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}.
وأخرج هناد في الزهد، عن مجاهد قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أتصدق بالصدقة وألتمس بها ما عند الله، وأحب أن يقال لي خيراً: فنزلت {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية.
وأخرج هناد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي، عن سعيد في قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه} قال: ثواب ربه. {فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك} قال: لا يرائي {بعبادة ربه أحداً}.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر، عن سعيد بن جبير في قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه} قال: من كان يخشى البعث في الآخرة {فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} من خلقه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن ربكم يقول: أنا خير شريك، فمن أشرك معي في عمله أحداً من خلقي تركت العمل كله له ولم أقبل إلا ما كان لي خالصاً».
ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن كثير بن زياد قال: قلت للحسن قول الله: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} قال: في المؤمن نزلت. قلت: أشرك بالله؟ قال: لا، ولكن أشرك بذلك العمل عملاً يريد الله به والناس، فذلك يرد عليه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الواحد بن زيد قال: قلت للحسن: أخبرني عن الرياء؟ أشرك هو؟ قال: نعم يا بني، وما تقرأ {فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}.
وأخرج الطبراني عن شداد بن أوس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا جمع الله الأولين والآخرين ببقيع واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي، قال: أنا خير شريك، كل عَمل عُمل لي في دار الدنيا كان لي فيه شريك، فأنا أدعه اليوم ولا أقبل اليوم إلا خالصاً. ثم قرأ {إلا عباد الله المخلصين} [ الصافات: 40] {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}».
وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وابن ماجة والبيهقي، عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري- وكان من الصحابة-: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا جمع الله الأوّلين والآخرين ليوم لا ريب فيه، نادى منادٍ: من كان أشرك في عمل عمله لله أحداً، فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك».
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة، «أن رجلاً قال: يا رسول الله، الرجل يجاهد في سبيل الله وهو يبتغي عرضاً من الدنيا؟ قال: لا أجر له. فأعظم الناس هذه فعاد الرجل، فقال: لا أجر له».
وأخرج ابن أبي الدنيا في الإخلاص وابن مردويه والحالكم وصححه والبيهقي، عن شداد بن أوس قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر.
وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي، عن شداد بن أوس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك. ثم قرأ {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية».
وأخرج الطيالسي وأحمد وابن مردويه، عن شداد بن أوس رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أنا خير قسيم لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئاً فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به، أنا عنه غني».
وأخرج البزار وابن منده والبيهقي وابن عساكر، «عن عبد الرحمن بن غنم أنه قيل له: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صام رياء فقد أشرك، ومن صلى رياء فقد أشرك، ومن تصدق رياء فقد أشرك؟؟ قال: بلى، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه} فشق ذلك على القوم واشتد عليهم فقال: ألا أفرجها عنكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: هي مثل الآية في الروم {وما آتيتم من رباً ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله} [ الروم: 39] فمن عمل رياء لم يُكْتَبْ لا له ولا عليه».
وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يصلي لمكان رجل».
وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي، عن شداد بن أوس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية. قلت: أتشرك أمتك من بعدك؟ قال: نعم، أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً، ولكن يراؤون الناس بأعمالهم. قلت: يا رسول الله، فالشهوة الخفية؟ قال: يصبح أحدهم صائماً فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه ويواقع شهوته».
وأخرج أحمد ومسلم وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه قال: «أنا خير الشركاء، فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه، وهو الذي أشرك».
وأخرج أحمد والبيهقي عن محمود بن لبيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء، يقول الله يوم القيامة: إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء».
وأخرج البزار والبيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة في صحف مختتمة، فيقول الله: ألقوا هذا واقبلوا هذا. فتقول الملائكة: يا رب، والله ما رأينا منه إلا خيراً. فيقول: إن عمله كان لغير وجهي ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي».
وأخرج البزار وابن مردويه والبيهقي بسند لا بأس به، عن الضحاك بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله: أنا خير شريك، فمن أشرك معي أحداً فهو لشريكي. يا أيها الناس، أخلصوا الأعمال لله فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له، ولا تقولوا هذا لله وللرحم، فإنه للرحم وليس لله منه شيء».
وأخرج الحاكم وصححه «عن عبد الله بن عمرو، أنه قال: يا رسول الله، أخبرني عن الجهاد والغزو، قال: يا عبد الله: إن قاتلت صابراً محتسباً بعثك الله صابراً محتسباً، وإن قاتلت مرائياً مكاثراً على أي حال قاتلت أو قتلت، بعثك الله على تلك الحال».
وأخرج أحمد والدارمي والنسائي والروياني وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه، عن يحيى بن الوليد بن عبادة عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من غزا وهو لا ينوي في غزاته إلا عقالاً، فله ما نوى».
وأخرج الحاكم «عن يعلى بن منبه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثني في سراياه، فبعثني ذات يوم وكان رجل يركب فقلت له: إرحل. قال: ما أنا بخارج معك. قلت: لم؟ قال: حتى تجعل لي ثلاثة دنانير. قلت: الآن حين ودعت النبي صلى الله عليه وسلم ما أنا براجع إليه، إرحل ولك ثلاثة دنانير. فلما رجعت من غزاتي ذكرت ذلك للنبي فقال: أعطها إياه فإنها حظه من غزاته».
وأخرج أبو داود والنسائي والطبراني بسند جيد، عن أبي أمامة قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له. فأعادها ثلاث مرات يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له. ثم قال: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغي به وجهه».
وأخرج الطبراني بسند لا بأس به، عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما ابتغى به وجه الله عز وجل».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات، عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يسمع يسمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عبد الله بن عمر: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة، أوقفه الله عز وجل يوم القيامة في موقف رياء وسمعة».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من يرائي يرائي الله به، ومن يسمع يسمع الله به».
وأخرج ابن أبي شيبة عن محمود بن لبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم وشرك السرائر. قالوا: وما شرك السرائر؟ قال: أن يقوم أحدكم يريد صلاته جاهداً لينظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر».
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: من صلى صلاة والناس يرونه، فليصل إذا خلا مثلها، وإلا فإنما هي استهانة يستهين بها ربه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة مثله.
وأخرج البيهقي عن عمرو بن عبسة قال: إذا كان يوم القيامة، جيء بالدنيا فيميز منها ما كان لله وما كان لغير الله رمي به في نار جهنم.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: «أيها الناس، اتقوا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل. فقالوا: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله! قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفر لما لا نعلم».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان، عن عبادة بن الصامت قال: يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال: ميزوا ما كان لله فيميز، ثم يقول: ألقوا سائرها في النار.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان، عن معاذ بن جبل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن يسيراً من الرياء شرك، وإن من عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة، وإن الله يحب الأبرار الأخفياء الأتقياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الدجى، يخرجون من كل غبراء مظلمة».
وأخرج البيهقي وضعفه عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الإتقاء على العمل أشد من العمل، إن الرجل ليعمل فيكتب له عمل صالح معمول به في السر، يضعف أجره سبعين ضعفاً، فلا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس، فيكتب علانية ويمحى تضعيف أجره كله، ثم لا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس الثانية ويحب أن يذكر ويحمد عليه فيمحى من العلانية ويكتب رياء، فاتقى الله امرؤ صان دينه فإن الرياء شرك».
وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحسن أوليائي عندي منزلة، رجل ذو حظ من صلاة... أحسن عبادة ربه في السر وكان غامضاً في الناس لا يشار إليه بالأصابع، عجلت منيته وقل تراثه وقلت بواكيه».
وأخرج ابن سعد وأحمد والبيهقي، عن أبي هند الداري: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قام مقام رياء أو سمعة، رايا الله به يوم القيامة وسمع به».
وأخرج البيهقي عن عمر بن النضر قال: بلغني أن في جهنم وادياً تعوّذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرةٍ أعد ذلك للمرائين من القراء.
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «تعوّذ بالله من جب الحزن، قيل من يسكنه؟ قال: المراؤون بأعمالهم».
وأخرج البيهقي عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: كل من عمل عملاً أراد به غيري فأنا منه بريء».
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء يوم يجازي الله العباد بأعمالهم، يقول: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، انظروا... هل تصيبون عندهم جزاء؟».
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن الحنفية قال: كل ما لا يبتغى به وجه الله يضمحل.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد، عن أبي العالية قال: قال لي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: يا أبا العالية، لا تعمل لغير الله فيكلك الله عز وجل إلى عملت له.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ربيع بن خُثيم قال: ما لم يرد به وجه الله عز وجل يضمحل.
وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن، عن إسماعيل بن أبي رافع قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض، شيعها سبعون ألف ملك؟ سورة الكهف، من قرأها يوم الجمعة غفر الله له بها إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام من بعدها، وأعطى نوراً يبلغ السماء، ووقي من فتنة الدجال. ومن قرأ الخمس آيات من خاتمتها حين يأخذ مضجعه من فراشه، حفظ وبعث من أي الليل شاء».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن معاوية بن أبي سفيان، أنه تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية. قال: إنها آخر آية نزلت من القرآن.
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي حكيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو لم ينزل على أمتي إلا خاتمة سورة الكهف لكفتهم».
وأخرج ابن راهويه والبزار وابن مردويه والحاكم وصححه والشيرازي في الألقاب، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ في ليلة {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية، كان له نور من عدن أبين إلى مكة حشوه الملائكة».
وأخرج ابن الضريس عن أبي الدرداء قال: من حفظ خاتمة الكهف، كان له نور يوم القيامة من لدن قرنه إلى قدمه. والله أعلم بالصواب.